المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

النية محلها العقل!

صورة
  💡 لقد أصبح للنية طاقة مذهلة، إنها تخلق ما يريده الإنسان، لقد استطاعت أن تحول الفكرة إلى عالم المادة!، كما أصبح لها تجارب وممارسات على مستوى الفرد والجماعة، تهدف إلى الوصول إلى اليقظة الروحية! لقد تجاوزت من كونها عملاً قلبيًا للفرد إلى ممارسة جماعية، وكثيرًا ما نسمع عن قانون النية، وإطلاق النية، وقوة النية، فما حقيقة هذه النية؟ لا شك أن مصطلح النية هو مصطلح شرعي له دلالاته المعتبرة من ناحية اللغة ومن ناحية الشرع، فالنية التي نعرفها معناها القصد، ومفهومها الشرعي هو صرف العبادة لله وحده لا شريك له.   إلا أن ثمة مفهوم آخر للنية يظهر من خلال فلسفة الطاقة الكونية، وهذا المفهوم يمكن تصوره من خلال ما يقصده رواد الفكر الباطني الحديث أمثال "ديباك تشوبرا" حيث يعرف هذه النية فيصفها بالقوة الخلَّاقة التي تحقق ما نريد"، وفي كتابهما عن الطاقة المذهلة للنية المتعمدة يعرف الزوجان "استر وجيري هيكس" هذه النية في إطار "الخلق المتعمَّد"، إنه التركيز عن قصد من أجل الوصول إلى نتيجة نهائية وهو التجلِّي. وفي تجربتها للنية تقرر "لين ماكتاغريت" أن الأفكار ت

نقد قاعدة الشبيه يجذب إليه شبيهه

صورة
  💡 إن من بديهيات المعرفة أن الحقيقة واحدة، ولا يمكن أن تتعدد، بينما الوهم لا يمكن أن يكون هو الحقيقة وقد يتعدد بحسب الافتراض الواقعي، لكنه لا ينكر نفسه. فالساحر يقدم للناس الواقع الذي صنعه وهو في حقيقته واقع وهمي، لكن ما يخيل إلى أذهان الناس أنه واقع حقيقي، وهذه الحقيقة الزائفة لا تساوي شيئاً أمام الحقيقة المطلقة، وكلما ابتعد الإنسان عن الحقيقة كلما اقترب من دائرة الوهم. ابتعاد الإنسان عن الحقيقة هو في حد ذاته وهم حين يظن أن كل مصادر المعرفة لا تساوي شيئاً أمام المعرفة الباطنية المنعكسة على النفس جراء اتصالها بالروح الكونية أو العقل الكلي أو الطاقة الروحية المتذبذبة في كل ذرة من ذرات الكون. وحصر المعرفة على النفس دون سواها خلل في المنهج يؤدي إلى افتراض وجود عالمين، عالم مادي وهمي زائف، وعالم روحي مثالي مقدس، ولأجل بلوغ العالم الروحي يجب نكران الذات المادي كمبدأ أولي، مع اختلاف وجهات النظر حول طريقة التعامل مع ذلك المبدأ، فتعددت الأساليب، تارة بإهمال الجسد وتعذيبه وتعريضه لما هو مناف للفطرة السليمة بدعوى أن العالم ليس إلا وهم مزيف، وأن الوجود حقيقة واحدة وهي حقيقة الـ"براه

الطاقة الكونية بين مطرقة العلم وسندان الوهم.

صورة
  💡 الطاقة_الكونية ليست علما حديثاً، وإن كنت أتحرز في تسميته علما، وإنما هي فكرة نابعة من الفكر الشرقي القديم ونظرته للكون، وبالتالي فإن ارتباط الفكر الإنساني بالطاقة الكونية هو ارتباط قديم قدم التاريخ. لقد حاول الإنسان قديما أن يستكشف عالمه، وحاول الاتصال بالعوالم الغيبية الخفية، وقد نجح في ذلك الاتصال؛ إلا أنه لم يستطع أن يفسر تلك الظواهر الكونية، فكانت عصية عن التفسير وبما أنه لم يجد لتلك الظواهر تفسيرا، فقد ظلت ضمن أسرار المعبد، واختص بتعاليمها رجال الدين وكهنة المعبد. ومن هنا ظهرت الترانيم المقدسة وصيغ التعاويذ التي تحصن بها الإنسان، واتقد أنها تحميه من الطاقات السلبية، وأصبح هناك قوة يستعين بها الإنسان البسيط ويحصن بها نفسه. وهذه القوة استمدها رجال الدين وكهنة المعبد من خلال استطراقهم للعوالم الخفية، وقد بين الله لنا ذلك في كتابه العزيز فقال عز من قائل: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ﭐ ،  قال العلامة السعدي: "كان الإنس يعبدون الجن ويستعيذون بهم عند المخاوف والأفزاع، فزاد الإنس الجن رهقا وطغيانا وتكبرا لما رأوا الإنس يعبدونهم، ويستعيذون بهم

اليوغا – الطريق نحو التحرر الروحي والعقلي!

صورة
  💡 اليوغا كلمة هندية سنسكريتية تعني حرفيا التوحيد، ومفهوم التوحيد في الفلسفة الهندية يعني الاتحاد بين الجسم والعقل والروح الكونية، والغاية من هذا الاتصال هو تحقيق الفناء في الإله، وتحصيل المعرفة الباطنية. ويعتبر اليوغا من أهم تطبيقات التأمل الكوني، وينسب له دور كبير في تحقيق الوعي الكوني، ويكاد يكون التأمل الوسيلة الأنجح والطريقة العملية لتفسير مبادئ الفلسفة الهندية القديمة، والتي تنص على ضرورة الهروب من الحياة والتحرر والانعتاق من المادة والاتحاد مع الـ"براهمان". وبالتالي فإن الأداة المناسبة لترجمة التعاليم الفلسفية إلى الواقع العملي هو من خلال ممارسة تمارين اليوغا، ويتم من خلالها استقطاب الطاقة الإلهية المبثوثة في كل ذرة من ذرات الكون، ولذلك فهي قائمة على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الطاقة الجسدية والطاقة العقلية والطاقة النفسية، وكل محور مرتبط بالآخر، ولا يمكن لليوغي أن يستغني عن أي محور. كما أن اليوغا لها تمارين مختلفة، لكن أهمها الـ"براناياما"، وهو تمرين قائم على الإيقاع التنفسي يردد خلالها المتدرب على المانترا الأهم في التعاليم الهندية المقدسة وهي "أ

الصيام الروحي !!!

صورة
  💡 من الأفكار الوثنية التي تهدف إلى تأصيل فلسفة الطاقة الكونية هي فكرة الصيام الروحي!، وهذا الصيام هو امتناع عن الغرائز الفطرية وتعريض الجسم لنوع من العذاب البدني والنفسي كما هو عليه الحال عند كهنة المعابد في الفكر الشرقي القديم، والهدف من ذلك الصيام هو الوصول إلى الطاقة الكونية وتحصيل المعرفة الباطنية من خلال التواصل مع العوالم الغيبية من أرواح وجن وشياطين. يمارس الصيام الروحي من خلال التأمل والصمت، والدخول في حالة سكون مع الفكر، بجانب الامتناع عن الأكل والشرب مما هو من ذوي روح، ويدعي أولئك الصائمون أن نورًا إلاهيا يحيط بهم، ولا يمكن مشاهدة ذلك النور الإلهي إلا الأشخاص الروحيين الذين مارسوا التأمل لمدة، ويشعرون بأنهم قد أحيطوا بنور يحّير الأبصار من شدة الضياء، وأحياناً يشعرون بحالة فقدان الحِّس، أو يشعرون أنّ رؤوسهم بها نور باهر، ومن ثم يتم تمرير الفكرة بدعوى أن هذا الشعور يوجد عند معظم ممارسي اليوغا من المتطورين والقدّيسين والصالحين في جميع الأديان!!!. ومن أهم التطبيقات المساعدة لذلك الصيام هو تطبيق التأمل كما ذكرنا، والتأمل له صور عدة، من أهمه التأمل على القلبين التوأمين، وال

التوازن الداخلي للفكر والنفس مع القوة الكونية

صورة
  💡 فكرة التوازن الداخلي للفكر والنفس مع القوة الكونية، هي فكرة نابعة من التصور الفلسفي للكون في الفكر الشرقي القديم، والذي ينظر للكون على أنه عبارة عن قوتين فاضتا عن الجوهر الكلي المطلق، وهذه القوتان تمثلان التفسير المادي لبقاء الكون، فحاجة كل واحد منهما للآخر هو استمرار للبقاء، وتغلب أحدهما على الآخر هو انهيار للنظام الكوني، وكذلك النفس والعقل يجب على الإنسان أن يوازن بينهما في لحظة سكون، الاعتماد الكلي على العقل يؤدي إلى التشبث بالحياة المادية والركون إلى الدنيا وحصول الغفلة، بينما الاعتماد الكلي على النفس يؤدي إلى الرهبانية والتبتل والانقطاع عن الدنيا والهروب من مسؤوليات الحياة، والتوازن بين العقل والنفس جاء من منظور فلسفي لتحقيق رغبات الفرد في الفكر الشرقي القديم حين حاد ذلك الفكر عن نور الوحي الإلهي وعن منهج الأنبياء والمرسلين، وصُدِّرت الفكرة عبر التأمل الكوني، وأصبح ذلك التأمل من أهم الطقوس الشعائرية التي يؤديها الفرد في المجتمع الشرقي. وأضحت مسألة التوازن بين النفس والقوى الكونية من أهم المسائل التي بحثها فلاسفة الفكر الشرقي القديم، كونها تمثل البنية الأساسية للكثير من المعت

التأمل بين إعمال القلوب وترويض العقل

صورة
💡 إن مما بحث عنه الإنسان قديما ولا يزال هو موضوع الراحة النفسية وصفاء الذهن والأثر الوجداني على النفس والمجتمع، إلا أن هذا البحث اختلف من مجتمع لآخر، واختلفت الطرق في الوصول إلى تلك الراحة النفسية، ومهما اختلفت الطرق؛ فإن طريق الوحي يظل هو الطريق الأسلم والأحكم، ومن اعتصم به وتمسك بهداياته وتدبر آياته تحققت له تلك الراحة النفسية، وربنا جل جلاله يقول: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"، فجعل التدبر مفتاح القلوب، والسبيل الموصل إلى الله، وإلى جنته ورضوانه، وبه تعرف السبل الموصلة إلى العذاب فتتعظ النفس وتحذر، ومن هنا يتضح لنا أن التدبر ليس عملية مرتبطة بالفكر وحسب؛ بل من آثارها الواضحة هو إعمال القلوب، وهذا مما تميزت به الشخصية المسلمة. في المقابل نجد أن هنالك مجتمعات بحثت عن تلك الراحة النفسية، ولكن بحثها لم يكن مستندا على أمر معصوم، بل كان مستندا على تجارب مفكريها من الفلاسفة ولا سيما فلاسفة الفكر الشرقي القديم، ولم تكن طريقتهم قائمة على إعمال القلوب، بل كان مستندا على ترويض العقل المفضي إلى الاتحاد بالجوهر الكلي المطلق من خلال قوة التخيل، وتحقيق التوازن بين الثنائي

الرياضات الروحية، خطوة نحو التحرر الروحي!

صورة
  يقصد بالتحرر الروحي هو تحرر الإنسان من كل شيء يعيق تقدمه ويمنعه من اكتشاف المعرفة الإلهية والاتحاد بالجوهر الكلي من منطلق فلسفي قائم على فكرة وحدة الوجود .   وبحسب فلسفة الطاقة الكونية فإن أهم ما يعيق الإنسان نحو الوصول إلى التحرر الروحي   هو الاختلال في عملية الوعي الكوني   نتيجة انغماس الفرد بفكره نحو المادة،  وطالما أن المادة بكثافتها طاغية على فكر الفرد فلن يكون هنالك وعي كوني أو حتى روحي، وبالتالي فإن الإنسان سيفقد طريقه نحو السمو الروحي،  وتحقيق التناغم الكوني الموصل نحو الاتحاد بالجوهر الكلي !!.      والطريق الأمثل لبلوغ حالة التسامى مع الذات والاتحاد مع الجوهر الكلي من وجهة نظر هذه الفلسفة لا تتحقق إلا من خلال ممارسة الرياضات الروحية والتمارين التأملية .      وتعتبر الرياضات الروحية والممارسات التأملية التي تروج لها المذاهب الإلحادية الروحية المعاصرة من المرتكزات المهمة نحو نشر الإلحاد الروحي بناء على إيمانها بالمفاهيم المنبثقة من فلسفة الطاقة الكونية .         والرياضات الروحية التي يُروج لها بكثرة في هذا العصر بما لها من أشكال متعددة تهدف إلى قضيتين أساسيتين أولها   توحيد